السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
﷽
تعريف الرقية لغتا:
العوذة، التعويذ وهي اشتقاق من الفعل رقى يرقي رقية ورقيا، وعرفها ابن الأثير الجزري: أنها العُوذة التي يُرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الأمراض.
وعرفها ايضا الأمام ابن حجر العسقلاني: على أنها كلام يُستشفى به من كل عارض.
تعريف الرقية اصطلاحا:
هي كل ما يرقى به المسلم من كتاب الله القران والأدعية بالأسماء الله الحسنى وما جاء في سنة نبيه محمد ﷺ من الأدعية المأثورة طلبا لشفاء من الأمراض العضوية والروحية والمشاكل الدنيوية والنفسية، قال تعالى: { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } (غافر : 60 )، وقال: { فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون } (غافر : 14 ).
اين ذكرت الرقية في القرأن والسنة؟:
جواب سؤال هل الرقية الشرعية مذكورة في القرآن؟
تم توضيح سابقا أن الرقية لغتا واصطلاحا هي طلب شفاء من الأمراض والتعوذ من الأنفس الخبيثة بتلاوة القران والدعاء، ونقول الحمد الله الذي من علينا بكرمه حيث جعل للمؤمنين في القرأن شفاء ورحمة من جميع الأمراض والاسقام بجميع انواعها ونستثني منها السام وهو الموت، نستشهد بالأيات القرانية التي ورد فيها الشفاء والتداوي بالقران:
قال الله تعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا } (الإسراء :82).
وقال تعالى: { ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته أأعجميٌ وعربي، قل هو للذين آمنوا هُدى وشفاء، والذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمىٌ، أولئك ينادون من مكان بعيد}. (فصلت: 44).
وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } (يونس:57).
قال ابن كثير: أي يذهب ما في القلوب من أمراض ، من شك ونفاق ، وشرك وزيغ وميل ، فالقرآن يشفي من ذلك كله . وهو أيضا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه ، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة .
جواب سؤال هل الرقية الشرعية مذكورة في سنة النبوية ؟
مسألة الاحاديث في باب التداوي بالرقى بجميع انواعها سواء كانت بالقران او بالاسباب الشرعية في تلاوة القران تابثة في كثير من الاحاديث الصحيحة لكن سنقتصر بوضع احاديث التي تضم المعنى الذي يخص تداوي بالقران ومنها:
وروى البخاري: عن عائشة أن النبي ﷺ كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات ، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها . فسألت الزهري : كيف كان ينفث ؟ قال : كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه.
اخرجه البخاري ومسلم: عن عائشة رضي الله عنها : عن رسول الله ﷺ : أنه رخص في الرقى من كل ذي حمة. والحمة : السم .
وروى مالك: عن ابن شهاب عن عروه عن عائشة : أن رسول الله ﷺ كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين وتفل أو نفث.
وروى مسلم: قال ﷺ لأسماء بنت عميس رضي الله عنها : ” ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة – أي : نحيفة – تصيبهم الحاجة ؟! قالت : لا ، ولكن العين تسرع إليهم ، قال : ” ارقيهم ” قالت : فعرضت عليه ، فقال : ” ارقيهم “.
روى ابن ماجة: عن عبد الله بن مسعود قال : بينما رسول الله ﷺ يصلي إذ سجد فلدغته عقرب في إصبعه ، فانصرف رسول الله ﷺ، وقال : ” لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره” قال: ثم دعا بإناء فيه ماء وملح ، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ، ويقرأ : ” قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، حتى سكنت “.
روى ابن ماجة: عن أبي خزامة قال : سئل رسول الله ﷺ : أرأيت أدوية نتداوى بها ، ورقى نسترقي بها ، وتقى نتقيها ، هل ترد من قدر الله شيئا ؟ قال : ” هي من قدر الله “.