السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
﷽
احكام، ضوابط وشروط الرقية الشرعية:
قبل ان نباشر في شرح ضوابط وشروط الرقية الشرعية نشير اليك على ان تقوم بزيارة تعريف الرقية الشرعية من القرأن والسنة حتى يتسنى لك معرفة الادلة الشرعية التي تثبث وجود الرقية في القران والاحاديث الواردة من السنة النبوية واقوال العلماء في تعريفها لغة واصطلاح
الرقية الشرعية لها ضوابط وشروط حددها اهل العلم حتى تكون جائزة شرعا وخالية من كل اشكال شرك وشكوك، تتجلى هذه الشروط وضوابط في:
- أن تكون بكلام الله سبحانه وتعالى، أو بأسمائه وصفاته وما ورد في أحاديث النبي ﷺ من الادعية المأثورة.
- أن تكون بلسان معروف المعنى ليس فيه جهالة اي بكلام يفهم معناه لطرفين الراقي ومن يطلب الرقية ولا تكون عبارة عن كلمات غير مفهومة كالتمتمة ونحوها.
- وأن يُعتقد أن الرُّقية لا تُؤثِّر بذاتها بل بذات الله تعالى، فالرقى هي من باب فعل الأسباب، والأسباب لا تؤثّر بذاتها، فهي سبب قد يكتب للعبد بها الشفاء وقد لا يكتب له ذلك، ويعلم العبد أن الشفاء بيد الله جل وعلا، قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء:80] وقد ثبت في السنة ما يدل على الرقية، كما جاء في الحديث رواه ابن ماجه: (بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، وَمَنْ كُلِّ عَيْنٍ وَحَاسِدٍ، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ). لمزيد من الاحاديث الدالة على ذكر الرقية في السنة تابع هذا الموضوع مفهوم الرقية الشرعية من الكتاب والسنة.
هل تجوز الرقية الشرعية بغير العربية؟
مسألة الرقية الشرعية بغير العربية اغلب العلماء اقوالهم تصب في اتجاه عدم جوازها، على الراقي ان يرقي باللغة العربية ويتجنب غيرها، اما من يطلب الرقية عليه ان يتحرى الناس عن الراقي قبل ذهاب عنده، هل رقيته بكلام عربي مفهوم ان كان غير ذلك لا يذهب عنده لعدم معرفة ان رقيته خالية من الكفر والشرك ومن اقوال العلماء:
قال النووي رحمه الله: قال أبو عُبيدٍ: وأما الرِّقاءُ والتمائمُ، فالمُرادُ بالنهي ما كان بغير لسان العربية، بما لا يُدرى ما هو.
قال ابن عابدين رحمه الله: إنَّما تُكره العوذةُ إذا كانت بغير لسان العرب.
قال المازري رحمه الله: جميعُ الرُّقى جائزةٌ إذا كانت بكتاب الله أو بذكره، ومنهيٌّ عنها إذا كانت باللغة العَجمية أو بما لا يُدرى معناه؛ لجواز أن يكون فيه كُفرٌ.
قال أبو الحسن الهروي القاري رحمه الله: ومن المحذور أن تَشتمل على كلامٍ غير عربي، أو عربي لا يُفهمُ معناه، ولم يرِد من طريقٍ صحيحٍ - فإنه يحرمُ؛ كما صرَّح به جماعةٌ من أئمة المذاهب الأربعة، لاحتمال اشتماله على كُفرٍ.
قال ابن حجر رحمه الله: وقال القُرطبي: الرُّقى ثلاثةُ أقسامٍ: أحدُها: ما كان يُرقى به في الجاهلية مما لا يُعقلُ معناه، فيجبُ اجتنابُه؛ لئلا يكون فيه شركٌ، أو يُؤدي إلى الشرك.
قال أبو الحسن العدوي المالكي رحمه الله: ما جُهل معناه، لا تجوزُ الرُّقيةُ به، ولو جرب وصح.
هل يجوز طلب الرقية او ذهاب عند الراقي؟
جوابا على سؤال طلب الرقية من الأخرين، استحب العلماء ان يرقي المسلم اخاه اذا كان يستطيع ذلك ويكون ذلك واجبا عليه اذا تيقن ان اخيه يواجه الهلاك والمرض، لقول نبي ﷺ رواه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: لدغت رجلاً منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله، أرقي؟ قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل.
اما في مسألة ذهاب المريض عند الراقي نصيك اخي المريض على ان تتوكل على الله و الا تذهب الى الراقي الى اذا داعت الضرورة وكانت جد ملحة، اعلم بارك الله فيك انه لديك سلاح لايعلم قوته الى من اتق الله وجربه وهو مؤمن وهو توكل على الله.
أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رفع الحديث إلى رسول الله ﷺ قال : [ ص: 548 ] «من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله».
عن النبي – ﷺ – أنه قال: «يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب ثم قال: هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون».
قال ابن عثيمين رحمه الله :" الإنسان إذا أتاه من يرقيه ولم يمنعه ؛ فإنه لا ينافي قوله: ( ولا يسترقون ) ؛ لأن هناك ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى: أن يطلب من يرقيه، وهذا قد فاته الكمال.
المرتبة الثانية: أن لا يمنع من يرقيه، وهذا لم يفته الكمال، لأنه لم يسترق ولم يطلب.
المرتبة الثالثة: أن يمنع من يرقيه، وهذا خلاف السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع عائشة أن ترقيه، وكذلك الصحابة لم يمنعوا أحدا أن يرقيهم، لأن هذا لا يؤثر في التوكل " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (9/ 99) .
فمن استقام على دين الله وأدى ما فرضه الله عليه، وترك ما نهاه الله عنه، ثم احتاج إلى الاسترقاء ولم يكن هناك دواء غيره : شرع له أن يسترقي، ويرجى ألا يمنعه ذلك من أن يكون ممن يدخل الجنة بغير حساب.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:" السبعون ألفا هم الذين استقاموا على دين الله، وتركوا محارم الله، وأدوا ما أوجب الله، ومن صفاتهم الطيبة: عدم الاسترقاء، ولكن الاسترقاء لا يمنع كونه من السبعين ألفا، والاسترقاء: طلب الرقية، وإذا دعت الحاجة إلى هذا فلا بأس، النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة أن تسترقي، وأمر أم أولاد جعفر أن تسترقي لأولادها ، فلا حرج في ذلك.
لهذا نقول لك قبل توجهك الى راقي ننصحك بأن تفوض امرك الى الله عز وجل وتوكل عليه، باشر في رقية نفسك بالقران والسنة والأسباب الشرعية، اما ان كنت ممن استعص عليه الأمر وكان لابد لك ذهاب عند الراقي فا علم ان الله قد قدر لك هذا الأمر وقد اختار لك رقية عند الراقي سببا لشفائك لحكمة يعلمها العزيز الحكيم، ما عليك الا ان تتحرى الراقي الصادق الذي يرقي بشروط وضوابط الرقية الشرعية ورقيته خالية من شرك وان لا تعتقد فيه او في رقيته بل اتخدها سببا تريد ان يمن به الله عليك بشفاء.
.🤲 نسألكم الدعاء بارك الله فيكم